المقدمة

الشعر محاولة لشحن الكلمات بطاقات غير عاديّة، واستغلال إيقاعية الفكر واللغة في خلق نصٍّ مؤثِّر. في ديوان (ولازال الشارع مشغولاً بأحوال الرصيف) يسعى الشاعر " محمد فؤاد معجوج " لمنصبيّة الفكرة في قدرته على الاسترسال في الزمن والثقافة والاستعلاء الشعري. يحاول ان يخفي استعلاءَه بوسائل قريبة من السِّحر كالإدهاش والاستئناس وإثارة الشجن. ويتوقف نجاح الشاعر على الاعتماد على لغة التاريخ المُعْتَمدة المُناهِضة للعقل والإحساس والإِرادة، معبّراً عن لغة التناقض الناشىء من هذا الواقع الذي يضع الإنسان بين ما هو عليه قسراً، وبين تصوّراته عن نفسه وعن العالم. يبدو وكأنّ هدفه يتضمَّن محاولة واضحة للانفلات من المشروع الحضاريّ، بل يهدف إلى تحقيق نصٍّ اجتماعيّ محدّد وموحَّد يخدم أهداف السيطرة وصياغة العيّنة البشريّة الملائمة للواقع في جميع مراحل النصّ. بقلم الأديبة: ديمه العاشور

تم عمل هذا الموقع بواسطة