انفعالات من الآدميّ وهو ماضٍ في رحلته الفانية بين مدّ الفرح وجزر الحزن، إلا أنّ الأصل فرح كونه أليق بالمهج الحرّى، ولكنّ الأحوال والآمال في دنيانا دول فهي تبشّ ثم سرعان ما تعصف، لكن يجب تهذبب الفرح حيث إذا بالغنا فرحاّ قد ينعرج إلى مفرح وهو تثاقل غير محمود ولسان الحال ينشد:
إذا أنت لم تبرح تؤدّي أمانة
وتحمل أخرى أفرحتك الودائع
فأشدّ الغمّ سروراً لا مناص بعدها، الفرح عتبته محدودة لا ممدودة ومدّها غداً،.الفرح طبقة موالية للسرور لكون السرور ممزوج بالكدر، والفرح صافٍ خالٍ من الخدش وهذا ليس من أمر الدنيا.
فرحك وابتهاجك يفقدان دلالتهما إن لم يتمّ موازنتهما بالحزن، فالناس يتناوبون على مجالس نفسياتهم لا حزن في ديمومة ولا فرح في ديمومة وعتبت ذلك المطلقة غداً.
وعین الله تُرَاعِي وحسبك عینه، فلا معتصماه ولا عمراه بل رِدّة ذا الزمان ولا أبا بکر لها.
حینما أغمض عینيّ تندلع الحراٸق فیهما، ففي عینيّ اختزنتك یاقدس، حملتك عاماً بعد عام ودرت بك الدنیا ودارت الدنیا بي وکنت أبداً ملجٸي ومبکاي ومفخرتي وتعویذتي التي أطرد بها شرور العالم، وکنت مثل زهرة عبّاد الشمس، وکانت الغربة عنك مزيداً من الالتصاق برحم تاریخ.
عذراً عذراً عذراً، فقد فقد الدیك فحولته و أضحی اَذانه في غیر موعده.