أيا معلًماً قد حنت له منه الحروف
ونأت بجنبه عن النوی الصُروف
إرث النبوّة منه له إلیه مذ کان
ولَعَمري دونه کانت الحُتوف
وقد کانت العلیاء همة منه لنا
وقد کانت هالته وقاراً لنا شغوف
أفلت بید التبرّك الجهالة حنقاً
فأضحت عرصات من سواریك لنا وَقوف
وضجیج أفکار قد أقمت لها
استقامة بعد اعوجاج أراني مَنشوف
سکبت من سویداء فؤادك
جلسات هي الرؤوم لنا والرؤوف
وإنَّ جرعاتك لَبلسم ومصَبٌّ
بالورید إنعاش هو ومردوف
ذَرْ تلك المعابد المشحونة ریّاء
وانصب بفکرك الفیَّاض زرعاً قَطوف
طباشیرك عن فجر صدوق لاحت
وغرابیب سود أفلت أشداقها المَزوف
وِردك الیوميّ سوالف علی قطر الندی
فراسخه مدٌّ علی حرم الکلم یطوف
وکروم هي سکری من بدیع
ظفاٸره حبلی منکم بها وتحوف
وهذي زغالیل أطلقت مقل الودّ
حبّاً لکم ووجداً منکم بها رٶوف
رٶی الصبیحة منکم نورانیتها
وضلوع الأزرار بریق مصفوف
بکفوف المکفوفین قلب نابض
أنتم دبدبة بریقه وسلوانه وهو ملفوف
کرّاسات الصفّ مداد مسك عَرقکم
ودوالیب شقشقة ريُّها یرضي الرٶوف
عذرا فإنَّ يراعي قد جفّت نونه
وزحافاتٌ تتری التوی بها رويٌّ مَقوف
ثم عذرا فإنَّ يراعي تمرّد إعجاباً بکم
ونوني ساح مدادٌ منها فهو متلوف
