توغّلت في عوالم الذات كما غلّقت تلك الموصدة أبواباً حزناً، وزلّات كتبت كما كبتت في غياهب تلك الغفوة وغرغرة من رضاب تنحّت من على حلس بالٍ أظنّه بال، وترنّحت على حواشٍ من وريقات وورق تنوح مصالحة الفؤاد، وقد كساه من الشجن، فالرزيّة النعماء بانت لكونها حبست مضغة الثنايا على الحمد وهانت.
من العسر البحث عن المهج الحرّى فلا نجد لها أثراً وعتمة الصدر أنكى من عتمة الديجور، حينها تأخذ الليالي في التلصص على الحال ولا ترغب البتة في المآل، لكنني بطل تلك القصيدة المكللة بغياهب فيروزيّة بانت على سينيّة البحتري وقد أغمضت مقلها على نفسها لكونها لا ترغب في حياة بائسة ترمل تجاه مجرّة غريبة عن درب التبّانة.
كان ومازال قاع البؤس من سوابق الانسجام وسمفونيّة باخ تغازل سابعة بتهوفن في هدوء موتزارت هالات هي تهافتت ثم أفلت.
وحدتي وطن جميل وبطاقة هويّتي قافية مرّت منذ سنين ببراءة مطلقة دون تأشيرة، وكانت مطافئ الحزن نقطة عبور فلا معنى لدنيا العوالم إذا فقدنا الأحزان المعطّرة بالآمال.
حمداً لله فكلّما اشتدّت حلكة الحزن أتعزّى سلواناً بسلوى ظفائر تبعد فراسخ، ومن السويداء لا فراسخ لعلّه آذان الفجر الصدوق، سأختلف للصلاة.